الصويرة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 77 966 نسمة وتقع على الساحل الأطلسي في المغرب، تتعرض بانتظام للرياح . إنها بلدة جميلة تحتضن إحدى أفضل شواطئ المغرب وتاريخا رائعا جعلها واحدة من أكثر المواقع إثارة في الساحل الأطلسي بأكمله في البلاد.
الصويرة
لطالما كانت الصويرة ملتقى للحضارات والشعوب كمدينة ميناء جيدة. من القرن الخامس قبل الميلاد، حكمها الفينيقيون والقرطاجيون، ولاحقا الرومان، الذين كانوا معروفين بشكل أساسي بإنتاجهم للصبغة الأرجوانية: فقد احتلوا الجزر الصغيرة قبالة ساحلها لاستغلال الرخويات المستخدمة للحصول على اللون الأرجواني. يضم المتحف الأثري في الرباط قطعًا أثرية من مدن ومصانع الأرجوان في جزيرة موغادور.
عندما وصل البرتغاليون في القرن السادس عشر، أطلق عليهم اسم موكادور. من بين أكثر الأماكن إثارة للزيارة في الصويرة، تم بناء المنشآت البرتغالية الشهيرة هنا. في وقت لاحق، تم الاستيلاء عليها وإعادة تأسيسها في عام 1764 من قبل السلطان سيدي محمد بن عبد الله، الذي أعطى المدينة اسمها الحالي. قرر إنشاء ميناء يطغى على مدينة أكادير لتعزيز التجارة البحرية، خلال هذه السلطنة، اتخذت المدينة شكلها الحالي في المعالم الرئيسية للمدينة القديمة والهياكل الدفاعية للمدينة. منذ ذلك الحين، سكنها العرب والقبائل الأمازيغية ومستعمرة يهودية كبيرة كانت تتمتع بحريات وامتيازات أكبر من بقية البلاد. كان ميناء الصويرة واحدًا من الأهم حتى استولى عليه الحماية الفرنسية، محولين نشاطه إلى ميناء الدار البيضاء.
لماذا زيارة الصويرة؟
نتيجة للتدفق الكبير للسياح، وخاصة الفرنسيين، أصبحت المدينة منتجعا صيفيا عالميا وأحد الوجهات السياحية الرائدة في المنطقة. التجول في ميدينتها الجميلة يمكن أن يصبح مرهقا خلال الصيف عندما تكون في أوج نشاطها.
أحد أبرز ميزات الصويرة هو تخطيطها على شكل شبكة أوروبية والمناطق الحضرية المحاطة بالحصون القديمة، كما تم تصوره في نهاية القرن الثامن عشر. على الرغم من أنها أصبحت تحظى بشعبية متزايدة بين السياح،
ما زالت الصويرة خيارا ممتازا للأشخاص الذين يرغبون في زيارة المغرب ولكن لا يريدون تجربة صخب وضجيج المدن الكبرى. السياحة تزدهر في هذه المنطقة بسبب منتجعاتها الصحية الاستثنائية، والمحميات الطبيعية في جزيرة موغادور، والمدينة العتيقة التي تم تصنيفها كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو.
حرفها متنوعة وغنية، تشهد على التبادل الثقافي. علاوة على ذلك، فإن “الصويري”، المعروفين محليا، هم أساتذة في صناعة الذهب، والنقش، وصناعة الأثاث، وخاصة في خشب “الأركان”. كما أنها تحتوي على كنوز أخرى، مثل زيت الأركان، وصيد الأسماك هو صناعة أساسية بسبب مينائها للصيد. في الواقع، ورش بناء السفن الحرفية في الصويرة هي قلب المدينة، مما يجعلها فريدة من نوعها.
أهم المعالم السياحية في الصويرة
شوارع وأبواب الصويرة
يمكننا أن نضع قائمة طويلة بالأشياء التي يمكن القيام بها في الصويرة. على سبيل المثال، تتكون ميدينتها الجميلة من شوارع واسعة تصطف على جانبيها المعارض التي تؤدي إلى العديد من ورش الحرفيين، والمحلات الصغيرة من جميع الأنواع، والمقاهي، والمطاعم.
أبواب المدينة التاريخية
عند التجول عبر الأبواب الرئيسية الثلاثة للمدينة (باب سبعة، باب مراكش، وباب دوكالة)، ستجد شوارع مزدحمة، منازل مطلية بأبواب زرقاء، وسوق مليء بالطعام الطازج، والتوابل، والأسماك. بفضل تخطيطها المنظم، من السهل الوصول إلى المواقع المهمة مثل برج الساعة ومسجد ابن يوسف.
باب المنزه
باب المنزه هو المدخل الرئيسي للمدينة. إنه قريب من باب سبتة، الذي يربط المدينة القديمة بالمدينة الجديدة. ساحة مولاي حسن قريبة وتحتوي على أماكن للاسترخاء، مع مقاهي يمكن للناس فيها شرب الشاي بالنعناع. يتم الوصول إلى الميناء المزدحم من خلال بوابة المارينا. هنا، لا تزال القوارب التقليدية تبنى يدويا.
سقالة القصبة
نصل إلى شارع السقالةمن ساحة مولاي حسن. يمتد بجانب أسوار المدينة. الحصون في المدينة هي مزيج فريد من العمارة العسكرية البرتغالية والفرنسية والأمازيغية، مما يمنحها جوا غامضا. حصن بطول 200 متر يسمى سكالا دي لا قصبة يحتوي على صف من المدافع القديمة المواجهة للبحر التي يمكن للزوار رؤيتها. هذه القلعة، التي بناها سيدي محمد بن عبد الله لحماية المدينة، تتمتع بإطلالات رائعة على المحيط.
باب لبحر
بوابة باب البحر، التي بُنيت خلال سلطنة سيدي محمد بن عبد الله النيوكلاسيكية، تؤدي من ساحة مولاي حسن إلى الميناء. وصلنا إلى أحد أكثر الأماكن حيوية وغرابة للزيارة في الصويرة، المليء بالقوارب وزوارق الصيد. هناك العديد من الأكشاك حيث يمكننا تناول الأسماك والمأكولات البحرية الرخيصة.
برج السقالة
القلعة الشهيرة في الصويرة تتمتع بإطلالات جميلة على الميناء من برج سقالة دو بورت، حيث يمكن للسياح التقاط الصور في أوقات معينة. يمكن رؤية طيور النورس وهي تحلق في الأعلى. يمكن الوصول إلى القبور بجانب الماء من باب مراكش وباب سبعة، ويمكن الوصول إلى الملاح من شارع علا بن عبد الله.
أين تقيم في الصويرة
فندق أوير بلو بالاس
هذا رياض فاخر في وسط المدينة. لديه غرف جميلة، ومسبح على السطح، وديكور يمزج بين الطرازين المغربي والإسباني.
سوفيتيل الصويرة موغادور جولف آند سبا
منتجع خمس نجوم بإطلالات جميلة على المحيط، وملعب جولف، ومنتجع صحي، وأسلوب يمزج بين العناصر الحديثة والمغربية، وهو مثالي للاسترخاء.
فيلا المغرب
هذا الفندق البوتيكي اللطيف يتمتع بأجواء مريحة، وديكور تقليدي، وفناءات بإطلالات على البحر تجعلك تشعر وكأنك في الصويرة.
فندق لو ميدينا الصويرة ثالاسا البحر والسبا – مجموعة إمغاليوري
هذا الفندق البحري يحتوي على منتجع صحي للعلاج بالمياه البحرية، وغرف واسعة، وإمكانية الوصول المباشر إلى الشاطئ. إنه المكان المثالي لقضاء عطلة فاخرة على شاطئ البحر.
استكشاف ثقافة الصويرة
الثقافة المحلية: تمتلك الصويرة تاريخا ثقافيا غنيا، بما في ذلك العناصر العربية والأمازيغية والأوروبية. المدينة القديمة في المدينة هي موقع تراث عالمي لليونسكو تشتهر بمبانيها القديمة، ومحلاتها المزدحمة، ومجتمعها الفني القوي.
الطعام: تشتهر الصويرة بمأكولاتها البحرية، ويأكل الناس هناك الكثير من الأسماك الطازجة والجمبري. يمكن أيضا العثور على الطاجين، الكسكس، وأطعمة مغربية تقليدية أخرى في العديد من المطاعم وأكشاك الطعام في المدينة.
الموسيقى: الصويرة هي المكان الذي بدأت فيه أسلوب موسيقى كناوة الشهير. هذا النمط يمزج بين الأنماط الأفريقية والأمازيغية والعربية. تستضيف المدينة مهرجان كناوة للموسيقى العالمية كل عام، والذي يجلب الموسيقيين والسياح من جميع أنحاء العالم.
الملابس: يرتدي الرجال في الصويرة غالبا الجلابيب، وترتدي النساء القفطانات الملونة أو الملابس التقليدية. هذا يُظهر مدى اختلاف ثقافة المغرب. هناك أيضا العديد من الأنماط الجديدة في المدينة.
أشياء يمكن القيام بها في الصويرة
يمكنك التسوق في المدينة
المدينة في الصويرة مكان رائع للتسوق. يمكنك العثور على قطع فريدة مثل المجوهرات والجلود والأعمال الخشبية. الأسواق تحتوي على العديد من الملابس الزاهية، والسجاد التقليدي، والأواني. لا تنس أن تلقي نظرة على دروس الحرف اليدوية لترى كيف تُصنع هذه العناصر.
أشياء يمكن القيام بها في البحر وعلى الشاطئ
يعرف الناس المدينة بشواطئها الجميلة والكثير من الحياة البحرية. يمكنك ركوب الطائرة الورقية، الإبحار، أو ركوب قارب على طول الساحل لرؤية ما يقدمه. يمكنك أيضًا الاسترخاء بجانب الماء أو المشي على ممشى الشاطئ.
جولة في المواقع التاريخية
تقدم سقالة القصبة التاريخية إطلالة رائعة على المياه والميناء. تفقّد المدافع على سقالة الميناء واستمتع بالميناء الجميل. المنطقة اليهودية القديمة (الملاح) وقلعة الصويرة، التي تتمتع بالكثير من التاريخ وإطلالات جميلة على البحر، هما مكانان لا ينبغي أن تفوتهما.
طعم المأكولات البحرية الطازجة
يذهب الناس إلى الصويرة لتناول السمك الطازج. يمكنك اختيار السمك في سوق السمك المزدحم بالقرب من الميناء وطهيه هناك. العديد من الأماكن على الواجهة البحرية تقدم مأكولات بحرية لذيذة، مثل السردين المشوي، والروبيان، والكالاماري، لذا يجب على عشاق الطعام بالتأكيد الذهاب.
أفضل وقت لزيارة الصويرة
الربيع (مارس إلى مايو): يكون الطقس معتدلاً وممتعاً في الربيع، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 18°C و25°C (64°F إلى 77°F). هذا يجعلها فترة رائعة لاستكشاف المدينة والقيام بأنشطة خارجية، مثل المشي على الشاطئ ورؤية المعالم.
الصيف (يونيو إلى أغسطس): يصبح الجو حارًا في الصيف، لكن النسيم القادم من الساحل يبرد المدينة، مما يجعلها رائعة للأنشطة الشاطئية مثل الإبحار. يكتظ الناس في الصيف، لذا قم بالتخطيط مسبقًا.
الخريف (سبتمبر إلى نوفمبر): تكون درجات الحرارة دافئة، تتراوح بين 20 درجة مئوية إلى 27 درجة مئوية (68 درجة فهرنهايت إلى 81 درجة فهرنهايت)، مما يجعله وقتًا رائعًا للتواجد في الخارج ومشاهدة المعالم. بسبب الطقس الجميل، لا يوجد عدد كبير من الناس على الشاطئ كما كان في الصيف.
الأشهر الشتوية هي من ديسمبر إلى فبراير. تتراوح درجة الحرارة بين 12 درجة مئوية و20 درجة مئوية (54 درجة فهرنهايت إلى 68 درجة فهرنهايت). كونها أكثر برودة يجعلها وقتًا أكثر هدوءًا للزيارة، مع عدد أقل من السياح. إنه رائع للأشخاص الذين يحبون الطقس الهادئ.
كيفية الوصول إلى الصويرة
عن طريق الجو
مطار الصويرة-موكادور (ESU) هو أقرب مطار، يبعد حوالي 15 كم عن وسط المدينة. توجد رحلات من وإلى المدن المهمة في المغرب وأوروبا محليًا ودوليًا.
بالحافلة
من مراكش، أكادير، ومدن كبيرة أخرى في المغرب، يمكنك أخذ حافلة مريحة ورخيصة إلى الصويرة مع CTM وSupratours، من بين آخرين. تستغرق الرحلة حوالي ثلاث ساعات.
بالسيارة
استئجار سيارة هو خيار ممتاز إذا كنت تريد أن تكون مرنًا. الرحلة من مراكش إلى الصويرة على طريق جميل تستغرق حوالي ساعتين إلى ثلاث ساعات.
بالتاكسي
من المدن القريبة مثل مراكش أو أغادير، يمكنك أيضًا أخذ سيارة أجرة كبيرة، وهي سيارة أجرة مشتركة. هذا خيار أرخص من أخذ الحافلة أو استئجار سيارة.
أسئلة شائعة
ما هو الإسم الذي كانت تعرف به مدينة الصويرة؟
عرفت مدينة الصويرة بالمغرب بأسماء مختلفة عبر تاريخها. ومن أسمائها التاريخية “موغادور”. اسم الصويرة نفسه من أصل عربي ويعني “السور الصغير” أو “القلعة الصغيرة”، في إشارة إلى الأسوار والهياكل الدفاعية للمدينة.
هل تستحق الصويرة في المغرب الزيارة؟
تتميز الصويرة بتاريخ غني وثقافة نابضة بالحياة، مع مدينة قديمة مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتحمل تأثيرات معمارية متنوعة. تشتهر بشواطئها ذات الرمال الذهبية، المثالية للسباحة وركوب الأمواج، كما تستضيف مهرجان كناوة العالمي، الذي يجذب عشاق الموسيقى من أنحاء العالم. تقدم مطاعمها مأكولات بحرية طازجة، بينما تزخر أسواقها بالحرف التقليدية المغربية وزيت الأركان الشهير، ما يجعلها وجهة سياحية فريدة تمزج بين التاريخ والطبيعة والفنون.
ما الذي تشتهر به الصويرة في المغرب؟
الصويرة معروفة على الساحل الأطلسي في المغرب. إنها مشهورة بمدينتها القديمة الساحرة مع جدرانها المحصنة وشوارعها الضيقة والأسواق النابضة بالحياة التي تبيع كل شيء بدءا من التوابل حتى الحرف التقليدية المغربية. الصويرة معروفة أيضًا بشواطئها حيث يمكن للزوار الاستحمام وركوب الأمواج والاستلقاء تحت أشعة الشمس. بالإضافة إلى معالمها الثقافية والطبيعية، المدينة مشهورة بمهرجانها السنوي للموسيقى الغناوية، الذي يجذب موسيقيين وعشاق الموسيقى من جميع أنحاء العالم.
أيهما أفضل، أكادير أم الصويرة؟
يعتمد الاختيار بين أكادير والصويرة على اهتماماتك الشخصية. أكادير مدينة حديثة بشواطئ واسعة، ومناخ دافئ، وحياة ليلية نشطة، مما يجعلها مثالية لمحبي الاستجمام وركوب الأمواج. في المقابل، تتميز الصويرة بمدينتها القديمة المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتراثها الثقافي الغني، وأجوائها الهادئة، ما يجعلها وجهة رائعة لمحبي التاريخ والفن والمأكولات البحرية الطازجة. إذا كنت تبحث عن تجربة شاطئية مريحة مع لمسة ثقافية، فقد تكون الصويرة خيارًا أفضل، بينما أكادير تناسب عشاق المنتجعات والأنشطة المائية.
ما الذي يمكن أن تشمه في الصويرة؟
الصويرة مشهورة بروائحها الفريدة، والتي تأتي من نسيم البحر والتوابل والنباتات المحلية. تملأ رائحة التوابل والدخان التي تُباع في أسواق المدينة الجو في المدينة القديمة. تعتبر صناعة الصيد جزءًا كبيرًا من دخل الصويرة، لذا يكون رائحة الأسماك الطازجة قوية أيضا بالقرب من الميناء. أشجار البرتقال وأركان في المدينة تضيف أيضا عبيرًا حلوًا ومكسراتيا للهواء.